اعلان

اخر الأخبار

حفوز : حمام طرزة : الكنز المدفون لا يعلم سره سوى الطبيعة


تحت قمة جبل في قرية طْرَزّة  الساكنة حد النسيان، من معتمدية حفوز بالقيروان، لا شيء يوحي بوجود كنز دفين لا يعلم سره سوى الطبيعة التي أنشأت عبر الزمن كهفا ونحتت به صخرا ينفث بخارا ولا أثر للماء،… بخار انفرد بحوزته سر علاج الام المفاصل والانف والحنجرة هناك .. هكذا قال قاصدو حمام طرزة للاستشفاء… هو حمام استشفائي لا يمتلك مواصفات باقي الحمامات في تونس ومع ذلك اكتسب شهرة فصار مقصد العديد من التونسيين وحتى الاجانب طلبا للعلاج والسكينة والتمتع طيلة فترة النقاهة بهواء الجبل وهدوئه فبعد نحو مائتي درج متآكل صعودا الى منتصف هذا الجبل، يقضي الزائر نحو نصف ساعة تقريبا تكاد معها تنقطع انفاسه لصعوبة علو هذا المسلك ووعورة المكان، كي يصل إلى حمام طرزة لكن بعد كل تلك الدرجات المؤدية نحو فم المغارة ، سيمحو الانبهار بالمشهد الطبيعي الخلاب من أعالي الجبل المطل على الحقول الشاسعة، كل التعب الذي تكبده الزائر للوصول إلى هناك.
ليس الحمام سوى مغارة صخرية فسيحة تقبع في اسفلها فجوة عميقة مظلمة ينبعث منها بخار كبريتي ساخن من بين الصخور، يتم النزول الى قاعها عبر سلم طوله نحو ثلاثة امتار ليمكث فيها الزائرون من المرضى اقل من ربع الساعة… وسرعان ما تتعرق اجسادهم بمفعول حرارة البخار الذي اظهر نجاعة ومزايا استشفائية عالية وفق شهادات الزائرين.
ويقيم الزوار واغلبهم من الكهول والمسنين، بهذه القرية لمدة تتراوح بين 15 و 20 يوما طلبا للعلاج الطبيعي ويقطنون داخل مساكن تابعة للمجلس الجهوي لولاية القيروان يتم كراؤها بقيمة دينارين لليلة الواحدة وياتون معهم بكل مستلزمات الاقامة طيلة هذه المدة.
واعتبروا انه رغم الخصائص الاستشفائية للحمام والذي يمكن ان يصبح وجهة للسياحة الطبيعية والبيئية، الا انه يبقى في حاجة إلى تهيئة فعلية بقصد جعله قيمة مضافة إلى المنتوج السياحي في تونس اذ يفتقر الى عديد المستلزمات على غرار الصيانة ومقومات السلامة و ظروف الإقامة لزواره كإعادة تهيئة مساكن المجلس الجهوي التي تشكو من الاهمال واعادة اصلاح مدرجه والسلم المؤدي الى قاع الحمام البخاري وتوفير الإنارة داخل الكهف وخارجه التي تتم الى حد الان عبر مصايبح يدوية.

ليست هناك تعليقات